الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فغالب البنوك والشركات الإسلامية لها هيئات رقابة شرعية، تشرف على معاملاتها، وتنظر في ضوابطها وفق الشريعة الإسلامية والعهدة في ذلك عليها.
وإن كان تحري المسلم وبعده عن الشبهات أولى، والذي ننصح به هو الرجوع إلى هيئة الرقابة الشرعية للبنك المذكور، وعرض ما استشكلته في المعاملة عليهم والاستيضاح منهم، إذ لديهم من تصور المعاملة وتكييف ما يؤخذ عليها من رسوم وما يترتب عليها من أتعاب ما ليس عند غيرهم.
وجوابا على ما سألت عنه نقول بإيجاز: إنه لا حرج في أخذ البنك لرسوم محددة مقابل ما يقدمه من خدمات، وما ينفقه في إمضاء المعاملات من رواتب العاملين، والقرطاسية وغيرها، ولا تعتبر تلك الرسوم من الثمن، فهي مستحقة بالخدمة المقدمة سواء أتم العميل الشراء وأمضاه أو تراجع عنه.
وكذلك يجوز الإلزام بما يترتب من تكلفة عند الرجوع عن الشراء على القول بلزوم الوعد في مثل هذه الحالات؛ لأن الموعود دخل بسبب الوعد في التزام، وإذا أخذ البنك المذكور بقول المالكية في ذلك وهو لزوم الوعد ليضمن حقه، فلا شيء في ذلك.
وكذلك يجوز له رهن السلعة في ثمنها لدى البائع، وعلى كل فلا نرى فيما ذكرت حرجا، فيجوز لك أن تشتري السيارة من البنك المذكور شراء مرابحة، وليطمئن قلبك ننصحك بالرجوع إلى هيئة الرقابة الشرعية للبنك المذكور للاستيضاح منهم حول المعاملة .
والله أعلم.