الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أخطأت أيتها السائلة عندما استحببت لمشاعر النفور والغضب تجاه سلوك ولدك الخاطئ والتي حملتك على أن تخيريه بينك وبين والده، وكان عليك ألا تفتحي له الباب أصلاً وأنت تعلمين ما تعلمين من سلوك والده وأخلاقه، فما كان لك حينئذ أن تسلمي ولدك إليه لأنك بذلك تفتحين عليه أبواب الفتنة والضياع أكثر وأكثر، وكان عليك أن تأخذيه بالرفق واللين خصوصاً في هذه السن الحرجة.
وإنا لننصحك في هذا الموقف وأمثاله أن ترجعي على نفسك بالمحاسبة، وأن تنظري في علاقتك بربك جل وعلا، فهذا هو دأب المتقين وعادة عباد الله الصالحين، قال بعض السلف: إن الصالحين إذا فقدوا آمالهم تفقدوا أعمالهم.
ولا شك أن ما يصيب العلاقات الأسرية من اضطراب أو فشل أو عقوق من الأبناء فإنما يكون غالباً بسبب الذنوب، يقول ابن الحاج رحمه الله في كتابه المدخل وهو يتحدث عن المعاصي التي يقع فيها الزوجان وما ينتج عنها من الآثار السيئة: لا جرم أن التوفيق بينهما قل أن يقع وإن دامت الألفة بينهما فعلى دخن، وإن قدر بينهما مولود فالغالب عليه إن نشأ العقوق وارتكاب ما لا ينبغي، كل ذلك بسبب ترك مراعاة ما يجب من حق الله تعالى منهما معاً. انتهى.
فحاولي استئلاف قلب ولدك ورده إليك، وأكثري من الدعاء والتضرع إلى الله أن يهديه، وأن يأخذ بناصيته إلى الحق والرشاد، وأن يصرف عنه شياطين الإنس والجن.
وننبهك إلى أن الولد في هذه السن قد بلغ مبلغ الرجال وتجاوز سن الحضانة فبقاؤه معك حينئذ ليس من قبيل الحضانة.
ويرجى مراجعة قسم الاستشارات بالموقع وستجدين عندهم ما يعينك على التعامل مع ولدك.
والله أعلم.