الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن تنوع الصدقة دليل على شمول الشريعة الإسلامية ويسرها، فالصدقة الواجبة كالزكاة تؤخذ من النقدين -الذهب والفضة- وما يقوم مقامهما من النقود الورقية، وتؤخذ من الثمار والزروع وبهيمة الأنعام وعروض التجارة على اختلاف أنواعها.. والصدقة المستحبة بابها أوسع وأشمل.
وفي هذا كله تيسير عظيم على المتصدق والمتصدق عليه، ونشر لروح التعاون ومد يد العون للمحتاجين والمعوزين، بل تعدى مفهوم الصدقة في الإسلام من الصدقة الحسية إلى الصدقة المعنوية فتبسمك في وجه أخيك صدقة، وكل معروف صدقة، حتى اللقمة يضعها الرجل في فم امرأته يكتب له بها صدقة، وفي وطء الرجل زوجته، وهذا يدل على رحمة الله بعباده وعظيم فضله وجوده وسعة شريعته ومواكبتها لحاجة العباد.. فالحمد لله الذي جعلنا من أتباعها وصدق الله العظيم القائل: ... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا.. {المائدة:3}.
والله أعلم.