الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقال ابن حجر: قَالَ التُّورْبَشْتِيُّ: السَّلَام بِمَعْنَى السَّلَامَة كَالْمَقَامِ وَالْمَقَامَة, وَالسَّلَام مِنْ أَسْمَاء اللَّه تَعَالَى وُضِعَ الْمَصْدَر مَوْضِع الِاسْم مُبَالَغَة, وَالْمَعْنَى أَنَّهُ سَالِم مِنْ كُلّ عَيْب وَآفَة وَنَقْص وَفَسَاد, وَمَعْنَى قَوْلنَا: السَّلَام عَلَيْك الدُّعَاء أَيْ سَلِمْت مِنْ الْمَكَارِه, وَقِيلَ مَعْنَاهُ اِسْم السَّلَام عَلَيْك كَأَنَّهُ تَبَرَّكَ عَلَيْهِ بِاسْمِ اللَّه تَعَالَى اهـ.
وقال النووي: قِيلَ: مَعْنَاهُ التَّعْوِيذ بِاَللَّهِ وَالتَّحْصِين بِهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى, فَإِنَّ السَّلَام اِسْم لَهُ سُبْحَانه وَتَعَالَى، تَقْدِيره: اللَّه عَلَيْكُمْ حَفِيظ وَكَفِيل, كَمَا يُقَال: اللَّه مَعَك أَيْ بِالْحِفْظِ وَالْمَعُونَة وَاللُّطْف. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ السَّلَامَة وَالنَّجَاة لَكُمْ, وَيَكُون مَصْدَرًا كَاللَّذَاذَةِ وَاللَّذَاذ كَمَا قَالَ اللَّه تَعَالَى: { فَسَلَام لَك مِنْ أَصْحَاب الْيَمِين } اهـ.
والله أعلم.