الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهنيئا لك على ما أعطاك الله من الاشتغال بالقرآن، ولعل الزبناء إنما فعلوا هذا الأمر احتراما منهم للقرآن ورغبة في عدم قطعك للتلاوة.
واعلم أن الرزق مكتوب للعبد فسيأتيك ما كتب الله لك مهما كان الأمر. والاشتغال بالطاعات من أعظم الوسائل المساعدة لتحصيل الرزق مع نزول البركة. ففي الحديث: إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته. رواه أبو نعيم وصححه الألباني. وفي الحديث: الرزق أشد طلبا للعبد من أجله. رواه القضاعي وحسنه الألباني. وفي رواية للطبراني: لو فر أحدكم من رزقه لأدركه كما يدركه أجله. اهـ.
فالاشتغال بالأعمال الصالحة من أهم أسباب الرزق، ومع هذا فيجوز أن تقرأ حزبك اليومي خارج أوقات العمل ويجوز الاقتصار على حزبين بدلا من أربعة.
وقد أجبناك على أساس أن مرادك بالمقاطعة المقاطعة المادية. وإن كنت تقصد أنهم يقاطعونك بمعنى أنهم يقطعون عليك القراءة، فاعلم أن هذا لا أثر له، فابدأ من حيث انتهيت إن كان محل وقف، وإلا ابتدأت مما قبله مما هو محل وقف، ولا حرج عليك في قطع القراءة بسبب تخاطبك مع زبائنك.
والله أعلم.