الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يفرج كربك، وأن ييسر أمرك، وأن يرزقك زوجا صالحا تقر به عينك إنه سميع مجيب.
واعلمي أنه ما من شيء في هذا الكون إلا ويجري بتقدير الله تعالى، وسيأتيك بإذن الله تعالى ما كتب لك من الأزواج، فعليك بالصبر أولا، ولا تتواني في أمر الدعاء، فإنه من أعظم ما يمكن أن يتحقق به المطلوب، ولا تلتفتي إلى ما يمكن أن يثنيك عن الدعاء، فإنه يستجاب للمرء ما لم يستعجل كما ورد في الحديث، وراجعي آداب الدعاء بالفتوى رقم: 23599.
وقولك بأنك أتعس واحدة في هذا العالم كلام باطل من إيحاء الشيطان ليدخل الحزن إلى قلبك، وعليك أن تتذكري نعمة الله عليك بالإسلام والعافية في البدن والأمن وغير ذلك من نعمه الكثيرة التي لا تحصى، والتي يفقدها كثير من الناس، فإذا فعلت ذلك علمت ما أنت فيه من الخير، وانشرح صدرك لسؤال الله تعالى المزيد من الخير.
ونوصيك بإحسان الظن بالله تعالى، وأنه يفعل بالإنسان ما هو خير له، وإن كان هذا الإنسان لا يعلم الخير بالتفصيل.
وهذه الآلام التي تعاني منها قد يكون سببها وجود شيء من التوتر بسبب التفكير في أمر الزواج، ويمكنك أن تراجعي بخصوصها بعض المختصين من الأطباء. وانظري في ضوابط تداوي المرأة الفتوى رقم: 8107.
ونوصيك بالاستعانة ببعض صديقاتك في سبيل الحصول على زوج صالح، كما أنه يجوز لك عرض نفسك على من ترغبين في الزواج منه من الصالحين على أن تلتزمي بالضوابط الشرعية في الحديث معه ونحو ذلك، ولا يجوز لك الخروج عن حدود الأدب والحياء في التعامل مع الرجال الأجانب، ولا تلتفتي إلى ما قد يجول بخاطرك من وساوس الشيطان بكون تعاملك بحزم مع الرجال الأجانب هو سبب صدود الخطاب عنك، ولعلك تعلمين كثيرا ممن أزلن ماء الحياء عن وجوههن وتساهلن في التعامل مع الأجانب لم يتزوجن، ومن تزوجت منهن لم يدم زواجها طويلا. فلا تلتفتي إلى شيء من الترهات في هذا الجانب، وعليك بالحفاظ على دينك.
وقد يكون صدود الخطاب عن المرأة بسبب وجود شيء من السحر أو العين ونحوهما، فإن غلب على ظنك وجود ذلك فعليك بالرقية الشرعية والحرص على تلاوة القرآن وذكر الله تعالى.
والله أعلم.