الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك فى أن الجمع بين الصلاتين له ضوابط، قد بينها الفقهاء فى كتبهم، وقد بينا الأحوال التى يباح فيها الجمع، وذكرنا ضوابط وشروط جواز الجمع فى فتاوى كثيرة. وانظر الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 22614، 14412، 6846.
واعلم أنه لا يجوز للمسافر أن يترخص برخص السفر ومنها الجمع، إلا إذا جاوز بيوت عامر بلده، جاء فى فتاوى اللجنة الدائمة: لا يجوز لمن نوى السفر أن يجمع العصر مع الظهر أو العشاء مع المغرب ما دام في منزله ولم يشرع في السفر، لعدم وجود مسوغ الجمع له الذي هو السفر، بل تبدأ الرخصة في القصر والجمع إذا فارق عامر البلد. نتهى. وانظر الفتوى رقم: 4316.
وبه تعلم أنه ليس مجرد خطور السفر ببالك مبيحا للجمع، بل لا بد من أن تكون شرعت فى السفر فعلا وجاوزت عامر البلد كما قدمنا.
وأما سؤالك عن الأفضل من جمع التقديم والتأخير فالذى اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية أن أفضلهما ماكان أرفق بالمكلف. قال ابن مفلح فى الفروع: وقال بعضهم: والجمع في وقت الثانية أفضل، وقيل: في جمع السفر ، وقيل: التقديم، وجزم به غير واحد في جمع المطر ونقله الأثرم، وإن جمع في السفر يؤخر، وقيل: الأرفق به، واختاره شيخنا، وذكره ظاهر مذهب أحمد المنصوص عنه. انتهى.
واعلم أن تأخير العشاء وكذا المغرب إذا جمع معها لعذر إلى مابعد نصف الليل وهو وقت الضرورة لا يجوز. وانظر الفتوى رقم: 118179.
ولا يشترط فى جواز الجمع للمسافر أن يكون سائرا، بل يجوز له الجمع وإن كان نازلا على الراجح، فعدم توقف الطائرة أو الحافلة ليس شرطا فى جواز الجمع وانظر الفتوى رقم: 22906 .
وإذا كنت صليت الظهر مع العصر جمع تقديم قبل خروجك من بلدك أصلا وقبل أن يجوز لك الترخص برخص السفر على مابينا، فصلاة العصر التى صليتها باطلة تلزمك إعادتها لأنك صليتها قبل وقتها بلا عذر. وأما إذا كنت قد شرعت فى السفر وجاوزت عامر البلد قبل جمعك بين الصلاتين فصلاتك صحيحة لا يلزمك إعادتها.
والله أعلم.