الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن بينا حدود علاقة الزوجة بأم زوجها وأبيه، وما يجب عليها تجاههما، وما لا يجب. فراجعي ذلك في الفتوى رقم: 123692.
وأما ما تجدين تجاه أم زوجك من مشاعر سلبية، فلا حرج عليك فيه ولا تؤاخذين بذلك - إن شاء الله - ما دمت محسنة إليها في الظاهر، ولم تخرج هذه المشاعر من نطاق القلب إلى أفعال الجوارح بإيذائها بقول أو فعل، فإن الله سبحانه قد تجاوز لهذه الأمة عن حديث النفس ما لم تتكلم أو تعمل. روى البخاري في صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتكلم .
ولكنك أخطأت عندما صرحت بهذه المشاعر لزوجك، وكان الواجب عليك أن تخفيها عنه حفاظا على مشاعره، وتجنبا لما قد يحصل منه من سوء ظن بك، إذا رأى منك تصرفا غير مقصود تجاه أمه.
أما ما بنيت عليه عدم جواز دعائك لغير أمك بأمي من أنك ما دمت لا يمكنك أن تقولي لغير زوجك زوجي فلا يمكنك أن تقولي لغير أمك أمي فغير صحيح.
فإنه لا يجوز للمرأة قطعا أن تنادي غير زوجها بـ زوجي، لكن يجوز لها أن تنادي أم زوجها وغيرها بـ أمي. بقصد الاحترام والتوقير، بل قد يستحب ذلك إذا كان فيه استئلاف للقلوب. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 43568.
أما إسكان زوجك لأمه معه فهذا غير واجب عليه، بل الواجب عليه هو برها والإحسان إليها، ولم تتعين المساكنة طريقا للبر، علما بأن من حقوق الزوجة على زوجها أن يوفر لها مسكنا مستقلا، لا يشاركها فيه أحد من أقاربه أو غيرهم، كما بيناه في الفتوى رقم: 112772.
ولكن الأولى لك أن تقبلي سكنها معك، وأن تحسني صحبتها وتصبري عليها، فإن هذا من الإحسان للزوج وحسن التبعل له. وقد بينا ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 28543 ، 27019، 54669 ، 35242 .
والله أعلم.