الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن حفظ كتاب الله تعالى من أعظم ما يتقرب به العبد لمولاه، وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته، والمشتغلون بالقرآن تعلمًا وتعليمًا هم خير الناس، وتتفاوت درجات أهل الجنة بتفاوت ما يحملون في صدورهم من كتاب الله، فعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها. رواه أبو داود. وانظري الفتوى رقم: 17548.
فحفظك لما تيسر من القرآن من غير أن يصحب ذلك تفريط فيما أوجبه الله عليك، وبدون علم أمك، ليس فيه عقوق، وانظري توجيهات للتوفيق بين بر الوالدين وأداء بعض العبادات المستحبة في الفتوى رقم: 9210.
هذا، ولا يوجد تعارض بين اهتمامك بدروسك المدرسية وبين اشتغالك بحفظ كتاب الله تعالى إذا اعتنيتِ بتنظيم الوقت، وحاولي أن تقنعي أمكِ بذلك، وللفائدة انظري الفتويين: 10337، 57871.
ثم إن حفظ القرآن يحتاج إلى همة عالية ونية حاضرة، وحسن تنظيم للوقت، والذي ننصحك به أن تقللي القدر المحفوظ يوميًا مع الإكثار من تكراره حتى تطمئني إلى ثبوته، وأن تعتني بالمراجعة دوريًا لما انتهيت من حفظه، مع سؤال الله تعالى أن يعينك على الحفظ، وحبذا لو كان ذلك بمتابعة من إحدى المدرسات المتقنات للقرآن.
والله أعلم.