الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحديث صحيح، فقد أخرجه الإمام مسلم. ومعناه كما قال ابن علان في شرح رياض الصالحين: إن القبور مملوءة ظلمة لعدم المنافذ التي يدخل منها الضوء إليها فلا ينيرها إلا الأعمال الصالحة أو الشفاعات المقبولة الراجحة. انتهى.
وأما حالنا نحن، فنسأل الله اللطف والعون على القيام بالأعمال الموجبة لنيل السعادة في الحياة الدنيوية والبرزخية والأخروية، وعلى البعد عن المعاصي الموجبة للظلمة، ومن أعظم أسباب نيل هذا النور الحفاظ على الصلاة والصبر. ففي الحديث: والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء. رواه مسلم.
ومنها القيام بالحج والعمرة كما في الحديث الذي ذكره شيخ الإسلام، وابن كثير، والقرطبي، وكان شيخ الإسلام يقول فيه: شواهد الصحة عليه.
ومنها المشاركة في حلقات مدارسة القرآن والعلم الشرعي، فالقرآن نور كما قال تعالى: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا.{النساء:174}.
ومنها دعاء المصلين على الميت كما في الدعاء المأثورة: اللهم نور له في قبره ....رواه مسلم.
والله أعلم.