الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله تعالى خلق الإنسان مدنيا بطبعه، يميل لمخالطة الناس ومجالستهم، ويتأثر بهم ويؤثر فيهم، فالطبع لص والصاحب ساحب، ولذلك أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نتحرى في اختيار الصحبة، ونهانا صلى الله عليه وسلم عن مصاحبة غير المؤمنين ومخالطة غير المتقين، فقال صلى الله عليه وسلم: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي. رواهما أحمد وأبو داود والترمذي، وحسنهما الألباني.
فلا يليق أن يُتخذ من لا يصلي صاحبا، بل ينبغي الابتعاد عنه إلا بالقدر الذي تبذل له فيه النصيحة ويوعظ ويدعى إلى الخير، وقد سبق لنا بيان أضرار ومخاطر مخالطة رفقاء السوء، وبيان أثر الجليس الصالح والجليس السوء، في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 69563، 76546، 24857 ، 34807.
ولا يعني هذا أن الأكل من طعامهم والتعامل معهم في أمور الدنيا حرام شرعا، ولكن أردنا التنبيه على أن الصحبة التي يتخذها العبد لنفسه ويتأثر بها لا بد من حسن اختيارها. أما من يخالط العصاة وحتى الكفرة لنصحهم ووعظهم دون أن يتأثر بهم فمعاملته لهم خير من هجرانهم، كما سبق بيانه في الفتويين: 7376، 39137. فإذا غلب على الظن أنهم لا ينتصحون ولا يتعظون فالأفضل هو البعد عنهم، كما سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم: 47679.
وقد سبق بيان حكم الأكل من طعام من لا يصلي في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 11079، 26786، 72917.
كما سبق بيان عقوبة تارك الصلاة في الدنيا والآخرة، وبيان كيفية دعوته، في الفتويين: 6061، 45080.
والله أعلم.