الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمعنى الآية: أنه لا تحمل نفس حمل أخرى فكل واحد مكلف تكليفا خاصا ويتحمل أوزراه وذنوبه، ولا يسوغ أن يحمل الأبناء أخطاء آبائهم، فالشرع لا يعاقب الأبناء على ذنوب وحدود ارتكبها آباؤهم إن لم يشاركوهم في الذنب، ولا يوجب الشرع أيضا على الأبناء أن يقضوا ديون آبائهم وإنما رغب في ذلك من دون إيجاب، وإذا عرف الابن أن أباه صدر منه بعض الأخطاء فعليه من باب النصح أن يحضه على التوبة والتخلص من المظالم والتحلل من أصحاب الحقوق، وعليه أيضا أن يكثر من التعوذ وسؤال الله العافية والدعاء بأن يستره الله وأباه، وأن يعصم من أن يوصم بأخطاء أبيه، وإذا فعلت ذلك وكانت هنالك أخطاء من الأب فلن يضار هو بها ـ إن شاء الله.
والله أعلم.