الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد نهى الشرع عن التدابر والهجران بين المسلمين، فعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث. صحيح مسلم.
والتدابر والهجران بين الإخوة والأخوات من النسب أشد، فإن بينهم رحماً قد أمر الله بصلتها ونهى عن قطعها فعن جبير بن مطعم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يدخل الجنة قاطع. متفق عليه.
فينبغي لك أن تحرصي على صلة إخوتك والإحسان إليهم ولو أساءوا إليك، ابتغاء مرضاة الله وحده، فقد رغب الشرع في ذلك ووعد عليه بالأجر العظيم، فعن أبي هريرة أن رجلاً قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهيرعليهم ما دمت على ذلك. صحيح مسلم.
تسفهم المل: تطعمهم الرماد الحار.
وإذا كان إخوتك محتاجين فإنفاقك عليهم صدقة وصلة، لقوله صلى الله عليه وسلم: الصدقة على المسكين صدقة، وهي على الرحم صدقة وصلة. رواه أحمد وأصحاب السنن وحسنه الترمذي.
واعلمي أن صلة الرحم من أسباب البركة في الرزق والعمر، فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سرة أن يبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه. متفق عليه.
والخلاصة أن إحسانك إليهم ابتغاء مرضاة الله تعالى عمل صالح نرجو أن يثيبك الله عليه، فإنه سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
والله أعلم.