الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم يتضح لنا على وجه الدقة مقصود هذه الرسالة ولا الهدف منها، لكن إن كانت تتضمن فضيحة لمسلم، فهذا حرام لا يجوز بحال وفاعلها آثم ولا يجوزلأحد أن يشاركه في نشرهذه الرسالة ولا إشاعتها بين الناس،لأن نشرها يعتبرمن تتبع عورات المسلمين وكشفها وإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا، وهذا حرام لا يجوز حتى وإن كان المتهم مذنبا على الحقيقة، كما بيناه في الفتوى رقم: 1039، وراجعي في ستر المسلم الفتوى رقم: 122960.
فكيف ومثل هذه الرسائل غالبا ما تكون من قبيل الإفك والبهتان والتشفي والانتقام، وقد قال الله عز وجل: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا {الأحزاب: 58}.
قال ابن كثير: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِمَا اكْتَسَبُوا أي: ينسبون إليهم ما هم بُرَآء منه لم يعملوه ولم يفعلوه، فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا. انتهى.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال وليس بخارج.رواه أبو داود وغيره، وصححه الألباني. وردغة الخبال: هي عصارة أهل النار.
والله أعلم.