الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد نبهنا مرارا على أن علاج الوساوس الذي لا علاج لها غيره هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، فإن الاسترسال مع الوساوس من أعظم الشرور وأكبر الآفات التي تصيب العبد فتفسد عليه دينه ودنياه نسأل الله العافية، وانظري الفتوى رقم: 51601.
ومن ثم فنحن ننصحك أن تلقي بهذه الوساوس وراء ظهرك ولا تعيريها أدنى اهتمام، وكلما ألقى الشيطان في نفسك أنه قد خرج منك شيء من المذي فأعرضي عن وسوسته واعلمي أنه ليس لك بناصح ولا هو عليك بحريص.
فعليك أن تتطهري إذا أردت الصلاة ثم تصلي بوضوئك ذاك غير ملتفتة إلى وهم ولا وسوسة، وإذا كنت مبتلاة بكثرة رطوبات الفرج بحيث لا تعلمين أنها تنقطع وقتا يمكنك فيه الطهارة والصلاة فحكمك حكم صاحب السلس والمستحاضة فتتوضئين لكل صلاة بعد دخول وقتها وتصلين بوضوئك ذاك الفرض وما شئت من النوافل، ورطوبات الفرج طاهرة على ما نرجحه فلا يلزمك تطهير المحل منها.
وإذا شككت فيما خرج منك هل هو مذي أو رطوبة فرج فلا يلزمك شيء لأن الأصل أنه لم يخرج منك مذي0 وانظري لبيان أنواع الإفرازات الخارجة من فرج المرأة وحكم كل منها الفتوى رقم: 110928. وانظري لبيان الضابط الذي تعرف به الإصابة بالسلس وما في معناه الفتوى رقم 119395.
واعلمي أن دين الله يسر لا حرج فيه، وأن الله عز وجل قد رفع الحرج عن عباده ولم يكلفهم من أمرهم عسرا، فاطرحي عنك هذه الوساوس ولا تلتفتي إليها حتى يمن الله عليك بالعافية.
نسأل الله لك الشفاء ولجميع المبتلين بهذا الداء العضال.
والله أعلم.