الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن حقيقة الغيبة المحرمة هي: ذكرك أخاك بما يكره. كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم، فإذا علمت حقيقة الغيبة تبين لك أن مجرد نظرك لأخي الفتاة التي يغتابها زملاؤك ليس من الغيبة، وأن طلبك من زملائك التصفيق للمتبختر ليس من الغيبة كذلك، وإن كان الأخير من السخرية والاستهزاء، وهو عمل محرم لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ.
والذي ننصحك به هو أن تحذر هؤلاء الفساق من عاقبة ما هم عليه من عصيان وانحراف، فإن أبوا إلا العصيان فتجنب مجالستهم ولا تتخذهم أصدقاء؛ فإن صحبة أمثالهم تفسد على المرء دينه ودنياه، فانج بنفسك من شرهم قبل أن تندم، ولا تتعلل بصعوبة مقاطعة مجالسهم على نفسك؛ فإن هذا ليس بعذر، وقد قال الله تعالى: وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي. {الفرقان: 27-29}.
وعليك أن لا تستسلم للوساوس القهرية، وادفعها بالاستعانة بالله وبما تيسر من الأدوية، وانظر الفتويين: 3086، 51601.
هذا، وإن لم تكن في بقائك في بلاد الكفار متمكنا من شعائر دينك فيجب عليك مغادرتها فورًا، وانظر الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 37470، 10043، 2007، 45909.
والله أعلم