الصلاة حق الله، وطاعة الزوج بالمعروف حق الخلق

1-11-2009 | إسلام ويب

السؤال:
مشكلتي أنني فتاة أغض البصر وأصوم النوافل ولكن لا أداوم على الصلاة أي أنني لا أصلي جميع الفرائض على وقتها، أو أحيانا لا أصلي الصلاة المكتوبة ولا أطيع زوجي كثيرا. ماذا أفعل؟ يوجد في نفسي حقد على فتاة آذتني كثيرا، لا أستطيع أن أسامحها أبدا مع أني أكره هذا الشعور ولا أحب أن أنام وأنا أكره أحدا. أرجوكم أوصوني ماذا أفعل؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمعلوم منزلة الصلاة من الدين فهي عماده، وقد توعد الله تعالى المضيعين لصلاتهم بعذاب عظيم، فقال تعالى:  فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا.{مريم: 59}. قيل: المراد بإضاعتها تَرْكُها بالكلية، وقيل: إنما أضاعوا المواقيت، ولو كان تركًا كان كفرًا.

وقال سبحانه: فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الذين هم عن صلاتهم ساهون. {الماعون:4، 5}. أي: الذين هم من أهل الصلاة وقد التزموا بها، ثم هم عنها ساهون، إما عن فعلها بالكلية، كما قاله ابن عباس، وإما عن فعلها في الوقت المقدر لها شرعا، فيخرجها عن وقتها، كما قاله مسروق، وأبو الضحى. تفسير ابن كثير.

وعن عبد الله بن قرط رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله. رواه الطبراني في الأوسط، وصححه الألباني لغيره.

وإذا كانت الصلاة من حقوق الله تعالى على المسلم فإن  طاعة المرأة لزوجها في غير معصية الله، هي من حقوق الخلق عليها بل هي من آكد الحقوق، روى الترمذي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. صححه الألباني.

وفي مسند أحمد عن الحصين بن محصن أن عمة له أتت النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة ففرغت من حاجتها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أذات زوج أنت؟ قالت: نعم. قال: كيف أنت له؟ قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه. قال: فانظري أين أنت منه؛ فإنما هو جنتك ونارك. حسنه الألباني. (ما آلوه : لا أقصر في طاعته وخدمته)

فننصح السائلة أن تتقي الله عز وجل وأن تتقي يوما ترجع فيه إلى الله فيسألها ويحاسبها على ما قدمت.

وأما بخصوص الحقد فهو خلق مذموم وليس من أخلاق المسلم، ولا ينبغي له أن يطوي قلبه عليه، بل ينبغي له أن يتذكر قول الله تعالى: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. {النور:22}، وأن يجعل أبا بكر رضي الله عنه قدوته في ذلك، فعند ما نزلت هذه الآية تنازل عن مظلمته، وقال: بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي. فأعاد إلى مسطح -رجل فقير من قرابة أبي بكر- النفقة التي كان يجريها عليه وقطعها عنه بسبب ظلمه لابنته عائشة رضي الله عنها، والأثر في الصحيحين وغيرهما.

فعليك بمجاهدة نفسك، ومحاولة التخلص من الحقد تجاه تلك الفتاة. فإن لم تستطيعي أن تتغلبي على ما تجدينه فنرجو ألا يكون عليك إثم ما لم تعملي أو تتكلمي؛ لأن الله تعالى تجاوز لهذه الأمة عن ما في قلوبها ما لم تعمل أو تتكلم.

وانظري الفتويين: 14710،  47219

والله أعلم.

www.islamweb.net