الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
يقول صاحب (الظلال) عن سورة عبس: هذه السورة قوية المقاطع، ضخمة الحقائق، عميقة اللمسات، فريدة الصور والظلال والإيحاءات.. ويتولى المقطع الأول منها علاج حادث معين من حوادث السيرة -يعني قصة ابن أم مكتوم الأعمى-.. ويعالج المقطع الثاني جحود الإنسان وكفره الفاحش لربه، وهو يذكره بمصدر وجوده وأصل نشأته، وتيسير حياته، وتولي ربه له في موته ونشره، ثم تقصيره بعد ذلك في أمره..
والمقطع الثالث يعالج توجيه القلب البشري إلى أمس الأشياء به وهو طعامه وطعام حيوانه، وما وراء ذلك الطعام من تدبير الله وتقديره له، كتدبيره وتقديره في نشأته... أما المقطع الأخير فيتولى عرض (الصاخة) يوم تجيء بهولها، الذي يتجلى في لفظها، كما تتجلى آثارها في القلب البشري الذي يذهل عما عداها، وفي الوجوه التي تحدث عما دهاها. انتهى.
وتتناول هذه السورة كما في صفوة التفاسير: شئونا تتعلق بالعقيدة وأمر الرسالة، كما أنها تتحدث عن دلائل القدرة والوحدانية في خلق الإنسان والنبات والطعام، وفيها الحديث عن القيامة وأهوالها وشدة ذلك اليوم العصيب. انتهى.
والله أعلم.