الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما بالنسبة للقات فقد بينا حكمه بيانا شافيا وذكرنا أنه محرم وأدلة تحريمه بالفتوى رقم:13241.
وما ذكرت من اجتماع زوجك وأصدقائه على مشاهدة الأفلام الإباحية، وتضييع الفرائض، والتكلم فيما لا يفيد لهو خير شاهد على أنه لا خير في مجالسه بالإضافة إلى سوء عاقبة تعاطيه . فيجب على زوجك أن يتوب إلى الله تعالى من ذلك كله، ويتأكد أمر اجتنابه تناول القات باشتراطك عليه ذلك قبل الزواج، ثبت عن النبي صلى اله عليه وسلم أنه قال: أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج. رواه البخاري ومسلم.
ثم إن هذا الزوج مسيء للعشرة ومقصر في حق زوجته، وهذا مخالف لما أمر الله تعالى به في قوله: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ. {النساء:19}.
ومع كل هذا فإننا ننصحك بالصبر عليه وكثرة الدعاء له بالهداية والصلاح، فإن الدعاء من أقوى أسلحة المؤمن ومن أفضل ما تقضى به الحاجات قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ. {الزخرف:60 }.
فإن صلح حاله فالحمد لله، وإن استمر على ما هو عليه وكنت متضررة بالبقاء معه على هذا الحال فلك الحق في أن تطلبي منه الطلاق، وقد يكون هذا هو الأولى، وليس من حق أهلك ولا أهله منعك من ذلك، فلا يجب على المرأة طاعة والديها فيما فيه ضرر عليها فضلا عن غير الوالدين. وإقرارهم له على تناول القات أمر منكر.
وإذا كان زوجك فعلا قد طلقك وظاهر منك ثم راجعك فلا يحل له وطؤك قبل أن يكفر كفارة الظهار، وإن كان قد وطأك وهو يعلم حرمة ذلك فهو آثم يجب أن يتوب إلى الله تعالى، وكذا الحال بالنسبة لك إن مكنته من نفسك مع علمك بالحرمة. وراجعي الفتويين: 10371 ، 42176.
والله أعلم.