الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأيا ما كان هذا، فاعلم أن ما يخرج من قبل الرجل من السوائل ليس فيه ما هو طاهر غير المني، وهذا السائل ـ الذي ذكرت من صفاته ما ذكرت ـ لا يبدو أنه مني، وبالتالي السائل الذي يخرج منك نجس ناقض للوضوء لكونه خارجاً من السبيل، فيجب عليك تطهيره من بدنك وثوبك والوضوء منه، فإذا كان خروجه مستمراً بحيث لا تجد في أثناء وقت الصلاة زمناً يتسع لفعل الطهارة والصلاة فحكمك حكم المصاب بالسلس تتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها بعد أن تتحفظ بشد خرقة أو منديل على العضو منعاً لانتشار النجاسة، وتصلي بوضوئك ذاك الفرض وما شئت من النوافل، وانظر لبيان ضابط الإصابة بالسلس الفتوى رقم: 119395.
ثم الظاهر أن هذا السائل الذي يخرج منك هو المذي، فإنه سائل أبيض رقيق لزج كما بين ذلك العلماء، وأما الودي فثخين كالمني ويخرج عقب البول غالباً، وقد بينا صفة الودي في الفتوى رقم: 123793، فهذا السائل الذي ذكرت أشبه ما يكون بالمذي فإن بياضه ليس بخالص وقد عرفه صاحب بدائع الصنائع: بأنه سائل رقيق يضرب إلى البياض.
وعلى كل تقدير، فإذا كان هذا السائل يخرج منك باستمرار فحكمك حكم المصاب بالسلس كما ذكرنا، وإلا فالواجب عليك تطهيره من بدنك وثوبك والوضوء منه، لكونه نجساً ناقضاً للوضوء كما بينا.
والله أعلم.