الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما يحدث من هذه الأم من هذه العلاقة المحرمة مع هذا الشخص إنما تتحمل الأم إثمه ووزره وليس على أبنائها شيء من ذلك إذا قاموا تجاهها بما يجب عليهم من نصحها ونهيها عن إثمها بالحكمة والموعظة الحسنة, ولا يعد هذا علامة على غضب الله على أولادها فإن الشخص في هذه الشريعة المباركة إنما يوزن بأفعاله وأعماله ولا ينظر في ذلك إلى والديه ولا غيرهما، فإن كان محسنا فلا يضره إساءة والديه أو أحدهما وإن كان مسيئا فلا ينفعه صلاح والديه إلا أن يكونا أو أحدهما من أصحاب الشفاعة ويأذن الله لهما بالشفاعة فيه, على ما بيناه في الفتوى رقم: 22872.
وعلى الرغم من شناعة هذ الذي تفعله الأم من علاقتها هذه المحرمة فإن هذا لا يسقط حقها على ابنها في البر والصلة , كما بيناه في الفتويين التاليتين: 40775. 34963.
وعلى الابن أن يقوم بواجبه تجاهها من النصح والتذكير بأمر الله وحقه وحق زوجها عليها وإثم هذا الذي تفعله، ثم عليه أن يخوفها عاقبة هذا الفعل من أليم عقاب الله في الآخرة وفضيحة الدنيا فإن أصرت على ذلك وكان قادرا على منعها من الاتصال بهذا الرجل فليمنعها، فإن لم يقدر فليهددها بأنه سيخبر أباه بذلك، فإن لم تنته فعليه أن يخبر بعض أرحامها ممن يتسم بالدين والحكمة كأبيها أو أحد إخوتها ونحو ذلك ليردوها عن غيها.
فإن لم تنته واستمرت على غيها فعلى الابن حينئذ أن يخبر أباه بما يحصل من أمه ولو أدى ذلك إلى طلاق أمه.
والله أعلم.