الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبالنسبة لآية الكرسي فهي من الأذكار المأثورة عند النوم خصوصا، ومن أراد تحصيل سنية قراءتها عند النوم فإن ذلك لا يحصل إلا بقراءتها في هذا الوقت بعينه، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 98559.
أما سورتا السجدة والملك فقد جاء أنه صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأهما. رواه الترمذي والنسائي وغيرهما وصححه الشيخ الألباني.
وفي ذلك وجهان لأهل العلم أولهما أنه كان يقرؤهما وقت النوم، وعلى هذا الوجه لا تحصل السنة إلا بقراءتهما حينئذ، والوجه الثاني أنه لا يأتي عليه وقت النوم إلا وقد قرأهما، وعلى ذلك لا تقتصر سنيتهما على القراءة وقت النوم بل متى قرأهما من ليلته قبل أن ينام فقد حصل السنة.
ففي تحفة الأحوذي شرح الترمذي: قال الطيبي: حتى غاية لا ينام ويحتمل أن يكون المعنى إذا دخل وقت النوم لا ينام حتى يقرأهما، وأن يكون لا ينام مطلقا حتى يقرأهما، والمعنى لم يكن من عادته النوم قبل القراءة فتقع القراءة قبل دخول وقت النوم أي وقت كان، ولو قيل كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأهما بالليل لم يفد هذه الفائدة. انتهى.
قال القارئ: والفائدة هي إفادة القبلية، ولا يشك أن الاحتمال الثاني أظهر لعدم احتياجه إلى تقدير يفضي إلى تضييق. انتهى.
ويجوز لك قراءة ما تقدم في حزبك، وقراءتها في حزبك لا يغني عن سنية قراءتها عند النوم إذا كان بعد قراءة الحزب المذكور.
أما خواتيم سورة البقرة فقد ورد الترغيب في قراءتها في الليل كله فقد قال صلى الله عليه وسلم: من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه. متفق عليه. واللفظ للبخاري. سنية القراءة بها بقراءتها في الصلاة أو غيرها.
وراجعي في ذلك الفتويين: 4514، 17613.
والله أعلم.