الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالتوبة ممّا وقعت فيه: تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود له، وليس من توبتك أن تستسمح أختك أو تخبرها بما فعلته، وإنما عليك أن تستر على نفسك ولا تخبر أحداً.
والواجب عليك أن تقلع عن الاستمناء ـ العادة السريّة ـ فهي عادة خبيثة منكرة لها آثارها السيئة على فاعلها، في دينه ونفسيته وصحته، وهي لا تعالج مشكلة الشهوة ـ كما يتوهم البعض ـ وإنما العلاج الزواج لمن يستطيع الزواج، ومن لا يستطيع الزواج، فعلاجه بالصوم مع حفظ السمع والبصر، وتعلّلك في عدم ترك هذه العادة بحصول الاحتلام وكثرة خروج المذي غير مقبول، فالاحتلام وخروج المذي أمور مباحة لا تضّر، أما الاستمناء فهو محرم مضر.
وقد سبق بيان تحريم الاستمناء و بيان كيفية التخلص منه في الفتويين رقم:5524، ورقم:7170.
ولمعرفة المزيد مما يعين على غض البصر والتغلب على الشهوة نوصيك بمراجعة الفتويين رقم: 36423، ورقم: 23231.
أمّا بخصوص ما فرّطت فيه من الصلاة في الماضي بعد بلوغك: فعليك قضاءه، وإذا كنت لا تعرف عدد هذه الصلوات فعليك أن تتحرى العدد الذي يغلب على ظنّك حصول البراءة به، وانظر الفتوى رقم: 128781.
وأمّا أيام رمضان التي استمنيت فيها جاهلاًً، وهل ذلك يفسد الصيام؟ فقد اختلف العلماء في وجوب القضاء في مثل ذلك، وقد سبق أن بينّا هذا الخلاف ورجّحنا القول بعدم وجوب القضاء، وانظر الفتوى رقم: 127842.
و نوصيك بالحرص على تقوية صلتك بربك بالمحافظة على الصلاة في المساجد، وحضور مجالس العلم والذكر ومصاحبة الأخيار الذين يعينون على الطاعة، مع الاستعانة بالله وكثرة الذكر والدعاء.
والله أعلم.