الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فحفظ المرأة لنفسها في غياب زوجها يكون باعتصامها بالله واستعانتها به، مع التزامها أحكام الشرع ووقوفها عند حدوده وبعدها عن مواطن الريبة ومواضع الفتن، فلا تدخل عليها رجلاً أجنبياً ولا تخالط الرجال الأجانب بغير حاجة، وإذا احتاجت لمخالطتهم تحرص على لبس الحجاب الشرعي وتقتصر في الحديث على قدر الحاجة مع الحرص على غض البصر، والبعد عن كلّ ما يثير الفتنة، وشغل الأوقات بالأعمال النافعة.
أمّا الدعاء فلا نعلم دعاء بخصوص ذلك لكن الدعاء عموماً ينفع بإذن الله في كل مطلوب مشروع.
ومن أعظم الأسباب التي يحفظ الله بها زوجة الرجل في غيابه أن يقوم بواجب القوامة التي جعلها الله له ويسدّ عليها أبواب الفتن دون إفراط أو تفريط مع محافظته على حدود الله، ففي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابنِ عباسٍ رضي الله عنهما: احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ.
قال الملا علي القاري: احفظ الله أي أمره ونهيه يحفظك أي يحفظك في الدنيا من الآفات والمكروهات وفي العقبى من أنواع العقاب والدركات جزاء وفاقا، فإن من كان لله كان الله له. مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح.
وننبّه إلى أنّه ينبغي للزوج أن لا يطيل الغياب عن زوجته دون عذر.
قال ابن عبد البر: وفي هذا الحديث دليل على أن طول التغرب عن الأهل لغير حاجة وكيدة من دين أو دنيا لا يصلح ولا يجوز، وأن من انقضت حاجته لزمه الاستعجال إلى أهله الذين يمونهم ويقوتهم. التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد.
والله أعلم