المبادرة إلى الزواج وعدم اعتبار الفوارق الاجتماعية والمادية

21-2-2010 | إسلام ويب

السؤال:
أنا يا شيخ مدرس بالجامعة وأدرس الدكتوراه الآن في إحدى الدول العربية، وأراد الله ألا تصبر زوجتي معي لظروفي وخاصة أهلها أكثر من مرة، ولا تقيم حدود الله معي، وقد عزمت على الزواج هذه المرة وصليت استخارة ممن يتبعن دينهن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن لأهلي وجهات نظر، فقد اخترتها من طالباتي السابقات لحسن خلقها ودينها وأهلي يضعون روتينيات دنيوية كمن هم وما هو مستواهم وممن يتزوجون ومن هو أبوها ومن هو خالها؟ كما يربطون زواجي بأمور دنيوية مثلا عندما تنهي دراستك وتقف على رجلك رغم أني موظف ومعي راتب ولله الحمد والحال ميسورة، وأنا ملتزم ولله الحمد وأجلس الآن في مصر أدرس وحيدا وعمري 29 عاما. فهل يجوز تأجيل الزواج لأمور دنيوية وهل يجوز للأهل تعقيد الزواج لمواصفات دنيوية؟ كما أحب أن أنوه أنه لا تربطني بهذه الفتاة علاقة معاذ الله سوى أنها وأختها كن من بين الطالبات فما لمست إلا الخلق الإسلامي والالتزام.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن ييسر لك أمر الزواج وأن يجعله عونا لك على مصالح الدنيا والدين، وأما عن الأهل فلا يجوز لهم الاعتراض على زواجك بسبب ما ذكرت من انتظار انتهاء الدراسة ونحو ذلك، فما دمت قادرا على الزواج فإنا ننصحك بالمبادرة إليه فإنه من هدي المرسلين وسنن النبيين وتتأكد المسارعة إليه عند خوف الفتنة أو الوقوع فيما حرم الله سبحانه، وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 113573.

وأيضا فإنه لا يجوز للأهل الاعتراض على الزواج من هذه الفتاة أو غيرها ما دامت ذات خلق ودين، وما يذكرون من فوارق اجتماعية ومادية كله باطل لا قيمة له ولا اعتبار، وإنما يتفاوت الناس عند ربهم بالتقوى والعمل الصالح كما قال سبحانه: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ. {الحجرات:13}. ورسوله صلى الله عليه وسلم يقول: ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى إن أكرمكم عند الله أتقاكم.

ويقول: من بطا به عمله لم يسرع به نسبه رواه مسلم.

ولكن إن اعترض والداك خاصة أو أحدهما على الزواج من هذه الفتاة بعينها وفشلت في إقناعهما بها، فعليك أن تتركها وتبحث عن غيرها من ذوات الخلق والدين فإن طاعة الوالدين مقدمة على الزواج من امرأة بعينها كما بيناه في الفتوى رقم: 60431.

والله أعلم.

www.islamweb.net