الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا رأيت إحدى علامتي الطهر ـ وهي الجفوف ـ وضابطها أن تحتشي بقطنة فتخرج نقية، أو القصة البيضاء، فالواجب عليك أن تغتسلي، لأنك صرت من الطاهرات، وانظري الفتويين رقم: 112441، ورقم: 113538.
ثم إذا عاودك الدم في زمن يمكن أن يكون فيه حيضا، فقد عدت حائضا وقد بينا حكم الدم العائد في الفتوى رقم:1006800.
وانظري ـ أيضا ـ لمعرفة ضابط زمن الحيض الذي يكون ما رأته المرأة فيه من دم حيضا الفتوى رقم: 118286.
وأما إذا رأيت صفرة أو كدرة بعد رؤية الطهر: فإنها لا تعد حيضا إلا في زمن العادة على ما بيناه في الفتوى رقم: 117502.
والظاهر أن هذه الإفرازات التي ترينها بعد رؤية الطهر هي من الصفرة والكدرة، وبناء على ذلك، فإن هذه الإفرازات لا تعد حيضا، إلا إذا كانت في زمن العادة، وأما إذا رأيتها بعد زمن العادة، فإنها لا تعد حيضا ويلزمك الوضوء منها وتطهير المحل والصلاة، فإن كانت مستمرة، بحيث يصدق عليها حد السلس، فإنك تتحفظين وتتوضئين لكل صلاة بعد دخول وقتها، وانظري الفتوى رقم: 119395، لبيان ضابط السلس.
وأما إذا رأيت شيئا من الدم في زمن الحيض ثم انقطع، فإنه يجب عليك أن تغتسلي لانقطاعه، لقول ابن عباس رضي الله عنهما: ولا يحل لها إذا رأت الطهر ساعة إلا أن تغتسل.
فإذا خفت من حدوث مرض إذا اغتسلت، ولم يكن هذا مجرد وهم جاز لك أن تعدلي عن الغسل إلى التيمم، فتغسلين ما لا تتضررين بغسله من الأعضاء ثم تتيممين للباقي، فإذا قدرت على الاغتسال دون خوف ضرر فإنك تغتسلين.
والله أعلم.