الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فادعاء هذا الرجل معرفة الغيب، ودعوى أن الله تعالى يكلمه مباشرة، من الافتراء الظاهر والضلال المبين، وهو من الكفر الذي يخرج صاحبه من الملة إن لم يكن مغلوبا على عقله.
جاء في الموسوعة الفقهية: أجمع الفقهاء على أن التكهن والكهانة بمعنى ادعاء علم الغيب والاكتساب به حرام ... وقالوا: الكاهن يكفر بادعاء علم الغيب، لأنه يتعارض مع نص القرآن، قال تعالى: عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ. {الجن: 25-26}. أي عالم الغيب هو الله وحده فلا يطلع عليه أحدا من خلقه إلا من ارتضاه للرسالة، فإنه يطلعه على ما يشاء في غيبه، وعن النبي صلى الله عليه وسلم: من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. اهـ. وقد سبق لنا بيان ذلك في الفتوى رقم: 15284.
ومن المعلوم أنه لا فرق بين دعوى التلقي عن الله مباشرة بالكلام، وبين ادعاء النبوة، وهذا أيضا من الكفر البين والعياذ بالله، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 9545.
ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 41084، 55240، 122526.
ومما سبق يتبين أن خوف أم زوجتك أن يكون هذا الرجل محقا في بعض أمره، ليس له أي أصل ولا داع، بل يجب القطع بكذب هذا الرجل وافترائه وجرأته على الباطل، كما ينبغي أن يُدعَى إلى الحق، حتى يثوب إلى رشده ويرجع عن غيِّه. وينبغي كذلك أن يُشهر أمره حتى لا تنطلي دعواه على السذج والجهلة وضعاف العقول، خاصة وأن كلامه ليس فقط كذبا على الله تعالى وتعديا على حدوده، بل ذلك يتعدى إلى حقوق العباد وحرماتهم، كدعواه أن فلانا عاقر، وما يترتب على ذلك من قذف امرأته إذا أنجبت والعياذ بالله.
والله أعلم.