الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أيتها الأخت السائلة أن العلاقة الزوجية لا تخلو من مصاعب يحتاج كل من الطرفين إلى تحملها والصبر عليها، خاصة إذا كان هناك أولاد، ومن هنا ندعوك إلى مواصلة الصبر والتحمل وإقناع زوجك بتغيير هذا السلوك معك، ومحاولة الإصلاح بينه وبين أهلك، وأعلميه أن الله تعالى أوجب عليه أن يعاملك بالمعروف، قال الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}، وليس من المعروف الإساءة إلى الزوجة وتجاهلها.
وأما ما يفعله من الطعن في عرضك وعرض أهلك فهذا من أقبح المحرمات وأشنعها، بل هو من كبائر الذنوب، قال الله سبحانه: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا {الأحزاب:58}، قال ابن كثير: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا. أي: ينسبون إليهم ما هم بُراء منه لم يعملوه ولم يفعلوه، فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا. انتهى.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال وليس بخارج. رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني. وردغة الخبال هي عصارة أهل النار.
ولا شك أن الإثم يعظم ويزداد إذا كان الإساءة إلى الزوجة التي لها مزيد حقوق على زوجها، وعليك أيضاً مواصلة النصح له فيما يفرط فيه من أوامر الله وفرائضه على أن يكون هذا بأسلوب لين رفيق لا غلظة فيه ولا تعنيف، مع كثرة الدعاء والتضرع إلى الله جل وعلا أن يصلح ذات بينكم وأن يصرف عنكم كيد الشيطان ومكره، مع التنبيه على أنه لا يجوز لأهلك إرغامك على الطلاق منه، بل ولا يجوز لهم مجرد التحريض على ذلك ما دمت أنت تريدين الرجوع إليه، وراجعي كيفية تعامل المرأة مع زوجها المفرط في الصلاة، وذلك في الفتوى رقم: 48514.
والله أعلم.