الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمقولة (من يملك العقاب يملك العفو) فليست صحيحة بإطلاق، وإنما المراد أن عفو العاجز الذي لولا عجزه لم يعف، لا يسمى عفواً، وأما الذي يستحق أن يسمى عفواً فهو عفو القادر على مؤاخذة ظالمه، ويلحق به من وطن نفسه على العفو بحيث لو قدر لم يتغير حاله، فإن المؤمن يبلغ بنيته ما لا يبلغه بعمله، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقاً، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالاً فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان، فهو بنيته فأجرهما سواء... الحديث. رواه الترمذي وقال: حسن صحيح، وابن ماجه وأحمد وصححه الألباني.
والله أعلم.