الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كانت خالتك على ما ذكرت من هجر أختيها حتى وفاتهما مع هجر أخيها أيضاً فقد ارتكبت معصية شنيعة، وهي على خطر عظيم إن لم يمن الله تعالى عليها بالتوبة والرجوع عما هي عليه، فقد ثبت الوعيد الشديد في شأن الهجران بين المسلمين أكثر من ثلاث ليال، فقد قال صلى الله عليه وسلم: لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. متفق عليه. وقوله أيضاً: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار. رواه أبو داود وصححه الشيخ الألباني.
هذا في الأخ المسلم غير القريب، فكيف بالقريب الذي له حق القربى والرحم، قال الله تعالى: وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ.. {26}، وبكاء أختك وإظهار ندمها بعد وفاة أختيها المذكورتين لا يجدي نفعاً وكان الأجدر بها تدارك الأمر قبل وفاتهما بالتواصل معهما والرجوع عن قطيعتهما، وعليها أن تعتبر بما حصل وتبتعد عن هجر أخيها قبل موت أحدهما، وعلى السائل مواصلة نصح خالته والصبر على ذلك.
وبخصوص توبتها فهي مقبولة بشروطها قبل حصول مانع من ذلك، كالوصول إلى مرحلة الغرغرة وهي اقتراب الموت، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. رواه الترمذي وغيره وحسنه الشيخ الألباني. وشروط التوبة تقدم بيانها في الفتوى رقم: 5450.
ولم نقف على ما يدل على عدم قبول أعمالها الصالحة، وراجع بعض محبطات الأعمال في الفتوى رقم: 57512، والفتوى رقم: 41314.
والله أعلم.