الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا لم يكن عندك بينة ظاهرة على قيام أعمامكم بعمل السحر فلا يجوز لك اتهامهم بذلك، وانظر الفتوى: 52916.
أما إذا كنت متيقناً من قيامهم بعمل السحر فلا شك أن ذلك منكر عظيم، فالسحر من أكبر الكبائر ومن السبع الموبقات، أما عن رغبتك في الانتقام منهم -إذا ثبت قيامهم بعمل السحر- فيجوز لك رفع أمرهم للقاضي، أما أن تقتص منهم بنفسك فليس لك ذلك، فإنما يجوز للإنسان أن يقتص من ظالمه بمثل فعله إذا لم يكن الفعل معصية، أما المعصية فلا تقابل بمثلها، قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: ... فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم.. وليس لك أن تكذب عليه وإن كذب عليك فإن المعصية لا تقابل بالمعصية. الجامع لأحكام القرآن.
واعلموا أنه لا يجب على أبيكم بناء بيت لمستقبلكم، وبالأحرى لا يجب عليه بناء بيت لإخوته من ماله، وإنما له أن يتصرف في ماله كما يشاء ما دام ينفق على زوجته وأولاده الصغار بالمعروف، لكن إذا كان هناك مصلحة في بنائه البيت لكم فلا مانع من مناصحته برفق وأدب، وينبغي أن تسعوا للتأليف بين أبيكم وأمكم وتجتهدوا في إزالة أسباب الشقاق بينهما، مع التنبيه على ضرورة اجتناب المعاصي الظاهرة والباطنة والإقبال على الله وكثرة الذكر والدعاء، وإذا تيقنتم من وجود السحر فعلاجه ميسور بإذن الله تعالى بالمحافظة على الأذكار والرقى المشروعة مع التوكل على الله، وراجع في ذلك الفتوى: 2244، والفتوى: 10981.
والله أعلم.