الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ندري هل الأخ الكريم يسأل أم يجيب؟! وعلى أية حال فمضمون هذا الكلام صحيح في الجملة، وقد سبق لنا تفصيل هذه المعاني، وبيان أحوال المحتضر والمقبور وما يتعلق بإدراكهم لما حولهم، في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 4276، 54990، 119951، 132205، 14368، 105362، 132465. وكذلك ما يتعلق بمنزلة الشهداء وفضائلهم، في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 12114، 37026، 61234.
ومما ننبه عليه في كلام الأخ السائل، أن الأمر بالجلوس بعد الدفن ساعة، ليس ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما ورد عن عمرو بن العاص رضي الله عنه حيث قال: إذا دفنتموني فشنوا علي التراب شنا، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي. رواه مسلم. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 57138.
وكذلك قول السائل: (هناك حديث سمعت أنه غير متواتر من شيخ، يقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: عذاب أمتي في القبور). فلم نجد حديثا بهذا النص، ولكن قد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه. رواه مسلم.
أما بلفظ العذاب في القبر فلم نعرفه، وقد ثبت خلافه، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: عذاب أمتي في دنياها. قال الهيثمي: رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله ثقات. اهـ. وصححه الألباني.
والله أعلم.