الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أن الوالد له مكانته وفضله الذي جعله له الشرع الحكيم، فيجب بره والإحسان إليه، ولو كان كافرا يحاول أن يحمل أولاده على الكفر كما قال تعالى: وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{لقمان:15}
فالأمر في هذا واضح.. فما ذكرت من دعائك عليه بالموت ونحو ذلك فلا شك أنه من أشد العقوق، وإساءة الوالد إلى الولد لا تسوغ إساءة ولده إليه على كل حال. فيجب عليكما التوبة إلى الله تعالى واستسماح والدكما فيما بدر منكما تجاهه من إساءة. وانظري الفتوى رقم: 65903.
ولا شك في أنه إن صح ما ذكرت من تفضيل أبيكم لهذا الأخ عليكما بشيء من العطية فإنه مسيء بذلك، لأن الواجب عليه التسوية بين أولاده في ذلك على الراجح من أقوال العلماء.
وهو مسيء أيضا فيما ذكرت من محاولته تعليمكما السرقة وتعويدكما على الكذب وحثه أبناء أخيه على الدخول عليكما فإن هذا منكر عظيم، وأعظم منه ما ذكرت من شربه الخمر في رمضان فهذا إثم عظيم. فالذي نوصي به هو كثرة الدعاء له بالتوبة والهداية ومناصحته بأسلوب فيه رفق ولين وتذكيره بمسئوليته عن أولاده بمثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت رواه أحمد وأبو داود.
ولمزيد الفائدة راجعي الفتويين رقم: 104873، 99959.
والله أعلم.