الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الآيات البينات المذكورة في قول الله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ {الإسراء: 101}. قد فسرها أهل العلم بالمعجزات فقد قال القرطبي في التفسير: قوله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ قيل هو بمعنى آيات الكتاب.. وقيل الآيات هي المعجزات والدلالات.. اهـ.
وقال أيضا في قوله تعالى: وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بالبينات {البقرة: 92} العصا والسنون واليد والدم والطوفان والجراد والقمل والضفادع وفلق البحر. وقيل البينات التوراة وما فيها من الدلالات.
وقال في قوله تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا {هود: 96} هي التسع الآيات المذكورة في قوله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ.
وبهذا يعلم أن الآيات والبينات قد تكون مرادفة للمعجزات، وقد يراد بها آيات الكتاب المنزل من عند الله تعالى، وقد يراد بالآيات الآيات الكونية الدالة على توحيد الله وبيان عظمته وقدرته.
قال السفاريني في لوامع الأنوار البهية: قال ابن حمدان في نهاية المبتدئين: المعجزة هي ما خرق العادة من قول أو فعل إذا وافق دعوى الرسالة وقارنها وطابقها على جهة التحدي ابتداء بحيث لا يقدر أحد عليها ولا على مثلها ولا على ما يقاربها.. قال شيخ الإسلام ابن تيمية روح الله روحه في كتابه: الجواب الصحيح: الآيات والبراهين الدالة على نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كثيرة متنوعة وهي أكثر وأعظم من آيات غيره من الأنبياء. قال ويسميها النظار معجزات وتسمى دلائل النبوة وأعلام النبوة ونحو ذلك. وقال: وهذه الألفاظ إذا سميت بها آيات الأنبياء كانت أدل على المقصود من لفظ المعجزات ولهذا لم يكن لفظ المعجزات موجودا في الكتاب ولا في السنة وإنما فيه لفظ الآية والبينة والبرهان.. انتهى.
والله أعلم.