الصلاة خلف إمام يتكاسل ويفرط في عمله

10-5-2010 | إسلام ويب

السؤال:
بارك الله فيكم على ما تبذلونه من جهد لقصد تعريف الأمة الطريق والسبيل الصحيح، وإن شاء الله يجعلها في ميزان حسناتكم يوم القيامة.
مشكلتي هي مشكلة مدينتي التي أقطن بها، وتتعلق بإمام دائرتنا، فهو من الأئمة الصحراويين بالجزائر، أتانا من منطقة حدودية مع كوريطانيا وشعب الشمال الجزائر أبيض، فأصبح هذا الإمام شبه عنصري، حيث إنهم شعب الصحراء مشهورون بالكسل مما سبب مشكلا بينه وبيننا حيث لا يستيقظ في صلاة الصبح ليؤمنا إلا أحيانا رغم أنه يشغل منزلا وظيفيا يبعد عن المسجد بحوالي 20م فقط.
وإذا صلى بنا الصبح صلى وقراءته كأنه نائم مما يضطرنا لرمقه بنظرات حادة، وبقية الصلوات لا يحضر بداعي أنه عنده اجتماعات فهو ينشط نشاطات جمعوية على حساب المسجد.
رغم أن مستواه الدراسي لا يتعدى التاسعة، فهو لم يدرس بالثانوي، ولا يحلم أبدا بالجامعة فقط حافظ لكتاب الله
مما جعلنا نتكلم فيه كثيرا، وإذا كان إجازة لا يصلي بنا، ولما نسأله فيقول أنا في إجازة، رغم أن المسجد لا يتوفر على إمام آخر، والآن إذا حضرت الصلاة يحضر متأخرا ولا يحب أن يصلي بنا، فيقوم بتقديم شخص آخر ولما نسأله فيقول أنا إمام خطيب ولست إمام الصلوات، لا حول ولا قوة إلا بالله، وان حضر مسؤولوه تجده يقوم بالصلاة على أتم الوجه. فهل يجوز الصلاة وراءه؟ فهو متكاسل خاصة بالصبح فقراءته نائمة حتى الجمعة أصبحنا لا نصلي بهذا المسجد، ونصلي الجمعة في مساجد أقربها يبعد حوالي 2 كلم في أحد الجمعات قال للناس لا أحد يحاسبني منكم، صلوا والبسوا أحذيتكم وانصرفوا.
وبارك الله فيكم.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الصلاة خلف الرجل المذكور جائزة صحيحة، ولا شك أن الأفضل في الإمامة هو الأقرأ الأفقه الأورع؛ ولكن إذا عين غيره للإمامة ممن يصلح للإمامة، فلا ينبغي الطعن فيه ولا ترك الصلاة خلفه؛ لأن الصلاة في الجماعة واجبة على الراجح كما يدل له الحديث: من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر. رواه الحاكم بإسناد صحيح كما قال الشيخ ابن باز والألباني.

وينبغي أن تناصحوا هذا الإمام ليتقدم بالإمامة التي كلف بها، ولكم أن ترفعوا أمره إلى الجهات المسؤولة، كما ينبغي أن يحرص المجتمع المسلم على توفر وكثرة المؤهلين للإمامة، ومن أهم وسائل ذلك أن يسعى الرجال المستطيعون في أخذ شيء من أوقاتهم لمدارسة القرآن وأحكام الصلاة، وأن يخصص بعض الأبناء الأذكياء للتمهر في كتاب الله والسنة والتفقه في الدين، وأن يتربى الجميع على الطاعة والاستقامة حتى يصبحوا مؤهلين ويكون النظر في اختيار أقرئهم وأعلمهم كما في حديث مسلم: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة.

وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 40074، 96140، 124518.

والله أعلم.

www.islamweb.net