الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم يتبين لنا مقصودك من السؤال على وجه التحديد، فإن كنت تقصدين الإنجاب من شخص أجنبي فهذا من كبائر الذنوب التي توجب سخط الله وغضبه ولعنته، وقد سبق الحديث عن فاحشة الزنا في الفتوى رقم: 132007.
واعلمي أن مجرد هذه العلاقات بين الرجال والنساء الأجانب علاقات محرمة لا خلاف في حرمتها ـ حتى وإن لم تصل إلى فعل الفاحشة ـ ويجب على من وقع في مستنقعها الآسن أن يتوب إلى الله جلا وعلا، وأن يقلع عنها فورا ابتغاء رضوان الله وامتثالا لأمره وخوفا من بطشه وعقابه.
وعليه -بعد التوبة الصادقة- أن يكثر من الأعمال الصالحة من صلاة وصيام وصدقة فقد قال سبحانه: وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {هود:114}
وفي صحيح الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن. حسنه الألباني. وقال رسول الله: صدقة السر تطفئ غضب الرب.
وننصحك بأن تطلبي من هذا الشخص أن يتقدم للزواج منك، فقد قال رسول صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه وغيره وصححه الألباني، فإن تعسر الزواج به أو رفض هو ذلك فعليك أن تقطعي علاقتك به فورا.
أما إن كنت تقصدين أن هذا الشخص هو زوجك وتريدين الإنجاب منه خشية أن يفارقك بالطلاق فلا حرج عليك من ذلك؛ لأن الإنجاب حق مشترك بين الزوجين لا يملك أحدهما الاستئثار بتعطيله دون موافقة الآخر، وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 118433.
والله أعلم.