الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان هذا الرجل قد قذف زوجته بالزنا من غير بينة، فقد وقع في معصية عظيمة واقترف كبيرة من أكبر الكبائر، لكن مهما عظم ذنب العبد فإنه إذا تاب توبة صادقة فإن الله تعالى يتوب عليه، قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. {الزمر:53}، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود له واستحلال الزوجة من هذا الظلم الذي لحقها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه. صحيح البخاري.
وأن يخبر من سمعه حال القذف أنه كان كاذباً.
قال ابن القيم: ولذلك كان الصحيح من القولين أن توبة القاذف إكذابه نفسه. مدارج السالكين.
وينبغي عليه أن يكثر من الأعمال الصالحة ويداوم على الاستغفار، ويلح في دعاء الله فإنه قريب مجيب. وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 111563.
والله أعلم.