الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأول ما نوصيكم به هو الصبر على أبيكم والإحسان إليه بكل سبيل، فإن بره ـ خصوصا في هذه السن ـ من أعظم الطاعات، وعقوقه من أعظم الكبائر الموبقات.
جاء في صحيح البخاري وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ قال الكبائر: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس واليمين الغموس.
والنصوص الشرعية من كتاب وسنة رسوله في بر الوالدين وصلتهما والإحسان إليهما كثيرة مشهورة، قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء:23-24}
وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنه، قال: قلت يا رسول الله: من أبر؟ قال أمك ثم أمك ثم أمك ثم أباك ثم الأقرب فالأقرب. حسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
وقال صلى الله عليه وسلم: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه. رواه الترمذي، وصححه الألباني.
وقال عليه الصلاة والسلام: رغم أنف رجل بلغ والده عنده الكبر، أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة. رواه الترمذي وصححه الألباني.
أما بالنسبة للحجر عليه فلا سبيل لكم إلى مباشرته بأنفسكم ولكن يجوز لكم رفع أمره إلى القضاء الشرعي لينظر في أمره فإن بدا للقاضي استحقاقه للحجر، حجر عليه، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 18335.
والله أعلم.