الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل أن المسلم يتعبد الله تعالى بما فرضه عليه، ولو لم يظهر له وجه الحكمة فيه، فإن ظهرت له حكمة زادته يقينا وجدا مثابرة، وإن لم تظهر له فيكفيه أن الله أمره بهذا إذ هو عبد يقوم بأمر مولاه جل في علاه.
وكون الكعبة قبلة للمسلمين وكونها في مكة البلد الأمين أمر من عند الله سبحانه لأنه سبحانه هو الذي بوأ لإبراهيم مكان البيت قال سبحانه: وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ. {الحج:26}.
ومع ذلك فلا مانع من استنباط بعض الحكم من ذلك وقد سبق أن بينا طرفا من هذه الحكم في الفتوى رقم: 6468.
ونزيد على ما ذكرناه هنالك فنقول: المعروف أن الكعبة المشرفة تقع مباشرة تحت البيت المعمور الذي هو قبلة الملائكة في السماء كما بيناه في الفتوى رقم: 14859. فناسب أن تكون كعبة أهل الأرض بحذاء كعبة أهل السماء.
أما الحكمة من الطواف فقد بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: إنما جعل الطواف بالبيت والصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله. رواه أبو داود.
والله أعلم.