الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجب عليك إعطاء كل من يسألك المال، وإذا امتنعت من إعطاء بعضهم فدعا عليك فهو معتد بدعائه فلا يضرك –إن شاء الله - ، و ينبغي لك ألا تعطي لمن تظنين أنه غير محتاج، وانظري في ذلك الفتوى رقم : 108996.
واعلمي أن السؤال لا يجوز إلا لمن به حاجة ليسد حاجته، كما بينا ذلك في الفتوى رقم : 57511.
أمّا من به حاجة فله السؤال ولا حرج عليه في ذلك ولا يلزمه الاقتصار على الدعاء، بل يجب عليه السؤال إذا لم يجد ما يسد رمقه.
قال الخادمي : ( وَتَرْكُ السُّؤَالِ لِلْعَاجِزِ ) عَنْ الْكَسْبِ ( عِنْدَ الْمَخْمَصَةِ ) ( فَإِنَّهُ ) أَيْ السُّؤَالَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ ( فَرْضٌ ) عَلَيْهِ لِأَنَّهُ آخِرُ الْكَسْبِ. بريقة محمودية في شرح طريقة محمدية وشريعة نبوية.
و أما قولك هل أكتفي فقط بدفع الزكاة، فلا حرج عليك في الاقتصار على إخراج الزكاة الواجبة، لكن لا يخفى أنّ صدقة التطوع لها من الفضل والأثر الكبير في تزكية النفس وإصلاح القلب وتكفير الذنوب، ما يقتضي الحرص عليها و إخلاص النية فيها، وانظري الفتوى رقم: 75866.
والله أعلم.