الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن نظر صور العورات محرم لما فيه من النظر للعورة ولما يخشى من تعلق قلب صاحبه بفعل الفاحشة، ولكنه لا يحبط ما سبقه من الأعمال الصالحة حبط إسقاط لأن ذلك لا يحصل إلا بالكفر، ثم إنه إذا صاحب عملا صالحا كأن حصل ذلك من المصلي أو من صائم أو حاج فإنه ينقص من أجره لمخالفة الشرع في قوله تعالى: فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ {البقرة: 197}. ولما في الحديث القدسي: يدع طعامه وشهوته من أجلي.
وهناك قسم آخر من أقسام الحبط ذكره ابن حجر والراغب الأصبهاني يحصل بسبب المعاصي وهو إحباط المعاصي للانتفاع بالحسنات عند رجحانها عليها إلى أن تحصل النجاة فيرجع إليه جزاء الحسنات.
وهذا يحصل إذا كانت المعاصي أكثر من الحسنات فيطهر المسلم في النار ثم يكون مآله الجنة أو يغفر الله ثم يدخله الجنة. وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 125092، 114154، 104849، 57512، 120958.
والله أعلم.