الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا صفة مني المرأة وأوضحنا الفرق بينه وبين مذيها في الفتوى رقم: 131658.
فإن كنت تغسلين أثر المني الحاصل نتيجة الجماع من بدنك وثوبك، ثم ترين المني بعد استيقاظك فلا مجال للشك في أنه نشأ عن احتلام، ولا وجه لتركك الغسل والحال هذه، وإن كنت تتركين غسل ذلك الأثر ثم ترين المني بعد استيقاظك وتشكين هل خرج منك حال النوم باحتلام أو هو المني الخارج قبل ذلك فعليك أن تغتسلي لأن الشيء إذا احتمل حدوثه في زمنين أضيف إلى أقربهما.
قال السيوطي في الأشباه والنظائر: الأصل في كل حادث تقديره بأقرب زمن، ومن فروعها: رأى في ثوبه منيا ولم يذكر احتلاما لزمه الغسل على الصحيح. قال في الأم : وتجب إعادة كل صلاة صلاها من آخر نومة نامها فيه. انتهى.
فإن كان ما ترينه بعد استيقاظك من نومك هو المني الموجب للغسل ولم يكن ذلك مجرد وهم أو وسوسة فالغسل واجب عليك وإن لم تذكري احتلاما، وذلك لما قدمناه، وينبغي لك أن تغسلي ذلك الأثر قبل نومك لتدفعي عنك الشك والوسوسة، وإذا كان هذا مجرد وهم ووسوسة فلا تلتفتي إليها، وأما ما مضى من صلوات إذا قدرنا أن هذا الخارج كان منيا وأنك لم تغتسلي له فعليك قضاؤها عند الجمهور وهو الأحوط. وفي المسألة خلاف أوضحناه في الفتوى رقم: 125226 . والفتوى رقم: 109981.
والله أعلم.