الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله لنا ولك التوبة، والعون على الاستقامة، والبعد عن جميع المعاصي، ونفيدك أن المسلم الذي يجاهد نفسه فيتوب ويعزم على ترك المعاصي، ثم تغلبه نفسه وشيطانه فيعود مرة أخرى، يتعين عليه عدم اليأس من رحمة الله تعالى وقبول التوبة، ولا يجوز له تمنى الموت في مثل هذا الحال.
فإن الله تعالى يغفر للعاصي إذا تاب، وإذا عاد مرة أخرى واستغفر وتاب غفر له ذنبه أيضا، كما قدمنا تفصيل الأدلة والكلام في ذلك في الفتوى رقم: 112268.
وعليك أن تبحث عن وسيلة تساعدك على الانقطاع عن أسباب مفارقة المعاصي. فابحث عن رفقه صالحة تقضي معهم أوقات فراغك يدلونك ويحضونك عليه، فإن القاتل مائة نفس لما أتى العالم أمره بالانتقال من البيئة الفاسدة إلى أرض بها ناس صالحون وأمره بصحبتهم ومشاركتهم في الطاعات.
ومن أهم الرفقة الصالحة عالم تستفتيه وتستنصحه دائما، ولو عن طريق الاتصال بالانترنت، أو الهاتف.
ومن أهمها أيضا زوجة صالحة ففي الحديث: ليتخذ أحدكم قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا وزوجة مؤمنة تعينه على أمر الآخرة. رواه أحمد وصححه الألباني.
وأما المصائب التي تصيب المسلم فقد تكون عقوبة وكفارة لما حصل منه، لما في حديث البخاري ومسلم: من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها.
وراجع للمزيد من البسط في الموضوع وبيان الأدلة فيه وعلاج النظر للحرام والعادة السرية الفتاوى التالية أرقامها: 98468، 136724، 99041، 7170، 93857، 72497، 76425.
والله أعلم.