الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الوسوسة قد بلغت منك مبلغا أيها الأخ الكريم، والذي ننصحك به ليتم لك العلاج من هذا الداء العضال ألا تسترسل مع هذه الوساوس ولا تلتفت إلى شيء منها، بل أعرض عنها ولا تعرها أي اهتمام، فإذا شككت في أنه قد خرج منك مذي فلا تلتفت إلى هذا الشك ولا تبحث ولا تفتش في ثيابك ولا غيرها، وإذا شعرت بأنه قد خرج منك ريح فاطرد هذا الشعور عنك ما لم يحصل لك اليقين الجازم بأنه قد خرج منك المذي أو الريح، وبهذا يزول عنك العناء ويرتفع عنك الوسواس، فإنك تشدد على نفسك وتحملها ما لم يكلفها الله عز وجل به باسترسالك مع هذه الوساوس، وهذا الذي أرشدناك إليه ونصحناك به هو الذي تتبعه في عمرتك وغيرها، فإذا توضأت للصلاة أو الطواف فامض في عبادتك غير عابئ بما يعرض لك من وسوسة ما لم يصل ذلك إلى حد اليقين كما ذكرنا، فإذا حصل لك اليقين بأنه قد انتقض وضوؤك فعندئذ فقط تلزمك إعادته، وانظر لبيان كيفية علاج الوسوسة الفتوى رقم: 51601، ورقم: 134196، وأما المقدار الذي يجزئ الاستنجاء به من الماء فليس له حد معين بل المقصود حصول الإنقاء وعود خشونة المحل، ويكفي في الاستنجاء غلبة الظن، وانظر الفتوى رقم: 137925 وما أحيل عليه فيها، وأما ما تذكره من خروج الماء من ذكرك بعد الاستنجاء فنظنه من قبيل تلك الوساوس التي تعاني منها.
والله أعلم.