الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحل -أختنا الكريمة- أن تتعاملي مع هذا الشعور على أنه مجرد وسوسة، فإن خوفك من الرياء الذي بلغ بك هذا المبلغ فيه دلالة واضحة على إخلاصك لله تعالى، وإنما يريد الشيطان بذلك إحزانك وإضعافك عن الأعمال الصالحة، بعد أن رزقك الله التوبة والإنابة إليه سبحانه، فأعرضي عن ذلك وتوجهي بأعمالك إلى الله الذي هداك بعد الشرود، ولا تنشغلي بمدح الناس وثنائهم ولا يكن ذلك مثبطاً لك عن أعمال الخير، فقد سئُل النبي صلى الله عليه وسلم: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ قال: تلك عاجل بشرى المؤمن. رواه مسلم. وراجعي في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 41236، 124708، 52210.
ثم نوصيك بالإكثار من هذا الدعاء النبوي الكريم، فقد قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل، فقال له من شاء الله أن يقول: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً نعلمه ونستغفرك لما لا نعلم. رواه أحمد وحسنه الألباني.
وقد سبق لنا بيان حقيقة الإخلاص وبواعثه وثمراته، وحقيقة الرياء وآثاره وكيفية علاجه، في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 10396، 8523، 7515، 10992.
وراجعي في مسألة الوسوسة في الرياء الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 120020، 54008، 19012، 45059.
والله أعلم.