الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج عليك في الدعاء بأن يصلح الله هذا الرجل ويكون زوجاً لك، وليس هذا دعاء بالزواج من فاسق، فإن من يصلحه الله لا يكون فاسقاً، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، لكن الأولى أن تسألي الله أن يرزقك زوجاً صالحاً، من غير تعيين، فإنه سبحانه وتعالى أعلم بما فيه الخير لك، وينبغي عليك الحذر من تعلق قلبك بهذا الرجل والتمادي في ذلك، واعلمي أن الخواطر لها دور كبير في شغل القلب وتعلقه، وتعلق قلب المرأة برجل أجنبي أو العكس ربما قاد إلى العشق المحرم، وهو مرض يفسد القلوب، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 9360.
فعليك بشغل أوقاتك بالأعمال النافعة، والحرص على تقوية صلتك بربك وتحصيل أسباب صلاح القلب، وراجعي الفتوى رقم: 10800.
وهذا الكلام الذي ذكرت شيوعه بين المدرسين إن كان فيه إشاعة للفاحشة أو تشجيع عليها أو يتضمن إقرارها أو كان الداعي إلى التحدث به هو الاقتداء بمن لا خلاق لهم من الكفار وغيرهم، فهو محرم، فقد توعد الله من يشيع الفاحشة في المجتمع، فقال: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ. { النور: 19 }.
قال الطاهر بن عاشور: فإذا انتشر بين الأمة الحديث بوقوع شيء من الفواحش تذكرتها الخواطر وخف وقع خبرها على الأسماع فدب بذلك إلى النفوس التهاون بوقوعها وخفة وقعها على الأسماع فلا تلبث النفوس الخبيثة أن تقدم على اقترافها، وبمقدار تكرر وقوعها وتكرر الحديث عنها تصير متداولة.
وقال الخادمي: التاسع عشر: الخوض في الباطل، وهو الكلام في المعاصي لنفسه أو لغيره كحكايات مجالس الخمر والزناة ـ جمع زان، والزواني جمع زانية ـ من غير أن يتعلق بها غرض صحيح كرواية الحديث والشهادة والدعوى وهذا حرام، لأنه إظهار معصية نفسه أو غيره من غير حاجة دينية إلى إظهارها.
والله أعلم.