الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج في أن تنظر إلى زوجتك أو تنظر هي إليك عبر الإنترنت، في أثناء الصوم، ولا يؤثر ذلك على صوم أحدكما البتة، ولكن ينبغي تجنب النظر إلى ما يثير الشهوة، فإن أدى تكرار النظر بشهوة إلى خروج المني فسد الصوم بذلك عند كثير من العلماء.
وقد فصل ابن قدامة أحوال تكرار النظر للصائم وبين ما وقع فيه الخلاف في ذلك، ونحن ننقل كلامه للفائدة. قال رحمه الله: ولتكرار النظر ثلاثة أحوال أحدها: أن لا يقترن به إنزال فلا يفسد الصوم بغير اختلاف. الثاني: أن يقترن به إنزال المني فيفسد الصوم في قول إمامنا وعطاء والحسن البصري ومالك والحسن بن صالح، وقال جابر بن زيد والثوري وأبو حنيفة والشافعي وابن المنذر لا يفسد لأنه إنزال عن غير مباشرة أشبه الإنزال بالفكر، ولنا أنه إنزال بفعل يتلذذ به ويمكن التحرز منه فأفسد الصوم كالإنزال باللمس والفكر لا يمكن التحرز منه بخلاف تكرار النظر. الثالث: أن يمذي بتكرار النظر فظاهر كلام أحمد أنه لا يفطر به لأنه لا نص في الفطر به ولا يمكن قياسه على إنزال المني لمخالفته إياه في الأحكام فيبقى على الأصل، فإذا ثبت هذا فإن تكرار النظر مكروه لمن يحرك شهوته غير مكروه لمن لا يحرك شهوته كالقبلة ويحتمل أن لا يكره بحال لأن إفضاءه إلى الإنزال المفطر بعيد جداً بخلاف القبلة. انتهى بتصرف.
والله أعلم.