الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فتعمد الاستمناء محرم، سواء كان باليد أو بغيرها، وتعمده في نهار رمضان أشد حرمة لما فيه من تعريض الصوم للفساد، فإن ترتب عليه إنزال فسد الصوم وإلا لم يفسد.
قال ابن قدامة: ولو استمنى بيده فقد فعل محرما ولا يفسد صومه به إلا أن ينزل، فإن أنزل فسد صومه لأنه في معنى القبلة في إثارة الشهوة. انتهى
وبه يتبين لك أن ما أقدمت عليه خطأ عظيم، إذا كان هذا الشيء اللزج الذي وجدته على رأس الذكر هو المني الخارج إثر الاستمناء، ومن ثم فقد فسد صومك لهذا اليوم، ولزمك قضاؤه مع التوبة النصوح إلى الله تعالى، وأما إن كان الخارج منك مذيا فإنه لا يفسد الصوم على الراجح كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 134712، وأنت إذا تبت إلى الله توبة نصوحا محت توبتك آثار هذا الذنب، ورجي لك أن تكون مستحقا للوعد الذي يستحقه من صام رمضان إيمانا واحتسابا.
واعلم أن التوبة تمحو الذنب وتزيل أثره كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. فتب إلى الله توبة نصوحا، واستغفر ربك نادما على فعلك.
واعلم أن ذنبك مهما كان عظيما فإن عفو الله أعظم، وقد قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}
وأما ما ذكرته من أمر المغريات الكثيرة والفتن المنتشرة فهو صحيح، ولكن بقدر صبر العبد عليها وثباته في مواجهتها تكون مثوبته عند الله تعالى، والأمر إنما يحتاج منك إلى مزيد من الاستعانة بالله تعالى واللجوء إليه فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، وعليك بدوام مراقبة الله تعالى، واستحضار اطلاعه عليك، وأنه أقرب إليك من نفسك، فتخشاه وتحذر أن يطلع منك على ما يكره، وأكثر من ذكر الله وتلاوة القرآن ومجالسة الصالحين ففي ذلك الخير الكثير، وعليك بالإسراع بالزواج إن استطعت إلى ذلك سبيلا، وإلا فأكثر من الصوم فإنه وصية النبي صلى الله عليه وسلم للعاجزين عن النكاح من الشباب، ونسأل الله أن يجنبك وسائر شباب المسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن.
والله أعلم.