الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما ذكره الأخ السائل من خروج العفريت من مكان مَن مات مقتولاً أو محروقاً في شقة، كل ذلك كذب واضح البطلان، لا دليل عليه من كتاب أو سنة أو قول أحد من أهل العلم.
وأما لماذا يخاف بعض الناس أن يسكنوا في تلك الشقة؟ فذلك الخوف ناشئ من الأوهام الباطلة التي توهموها، وهذا الخوف حرام لا يجوز، وهو معصية لله سبحانه، بل قد يصل إلى الشرك بالله تعالى، نعوذ بالله من ذلك، والله سبحانه يقول: إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران:175]، ويقول سبحانه: وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ [النحل:51]، فالرهبة أو الخوف الذي يصاحبه ذل وخضوع، عبادة لا يجوز صرفها لغير الله، فمن صرفها لغير الله فقد أشرك.
فعلى المؤمن أن يحرر نفسه من الخوف من الجن والشياطين، وليعلم أنه لا أحد غير الله -عزَّ وجلَّ- يملك ضرًا ولا نفعًا، لا لنفسه ولا لغيره.
وأما القرين: فالمقصود به الشيطان، ولكل أحد من بني آدم قرين من الشياطين يسعى جاهدًا ليضله عن سواء السبيل، فعلى المؤمن أن يجاهده مستعينًا بالله، فقد روى مسلم في صحيحه أن عائشة -رضي عنها- قالت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أو معي شيطان؟ قال: نعم، قلت: ومع كل إنسان؟ قال: نعم، قلت: ومعك يا رسول الله؟ قال: نعم، ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم.
والله أعلم.