الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب نريد أولاً التنبيه إلى أن العبادات إنما شرعت لحكم بالغة، ولكنها قد لا يطلع عليها كثير من الناس، وواجب المسلم أن يمتثل أمر الله، سواء علم الحكمة منه أو لم يعلم.
وعلى كل حال... فالطواف بالبيت شرع لإقامة ذكر الله تعالى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله. رواه أحمد وأبو داود.
قال في عون المعبود: ... قال علي القاري: أي لأن يذكر الله في هذه المواضع المتبركة... انتهى.. وذكر الله تعالى عبادة لها أثر بالغ في تهذيب الروح وتطهيرها من أدناس المعاصي والشرك وتحليتها بلباس التقوى، ولذا جعل الله التقوى الأثر المرجو من العبادة، فقال عز وجل: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {البقرة:21}، وانظر للفائدة في ذلك الفتوى رقم: 136685، والفتوى رقم: 103086.
والله أعلم.